السلام عليكم
جبت لكم موضوع عن المجرات جدا رائع اتمنى تستفيدو منو
إن العظمة التي تطالعنا ونحن نتأمل السماء في ليلة صفت من الغيوم، تملأ النفس خشوعاً ورهبة، ولو حاولنا التحديق عن كثب بهذه الملايين من النجوم والمذنبات بوساطة (تلسكوب) مختار من أحد المراصد العلمية الممتازة، لبهرتنا هذه العظمة ولأخافنا لأول وهلة، منظر هذا المدّ الطاغي من المجرّات عميقة الأبعاد.
لنحاول أن ننفلت بعقولنا، عن التفكير بالأرض ومشكلاتها، ولنتخذ لنا سبيلاً نطوف به رحاب الفضاء، نتأمل ونستطلع ونستنتج، لعلنا نروي جزءاً من فضولنا العلمي، محاولين ما استطعنا فكّ الأحاجي والغموض، لكي نصل الى الحقيقة مهما كان الطريق وعراً.
لو تأملّنا الكون في أكبر تلسكوبات العالم في مرصد (بالومار)، إن هذا التلسكوب الجبار يستطيع أن يرينا ما هو موجود من نجوم على بعد /2000/ مليون سنة ضوئية.
والسنة الضوئية مسافة وليست زمناً، الضوء يقطع في الثانية /300/ ألف كيلومتر وفي سنة /10/ ملايين مليون كيلومتر. وتُقاس المسافات بين النجوم والمجرات بالسنوات الضوئية.
لو حدّقنا في التلسكوب ماذا نرى؟ أول ما يلفت النظر، هذه الملايين المتلألئةمن النجوم، المتعددة الأشكال ذات الحركات المضطربة العجيبة، وهذا التنوع الهائل في الدوامة الكونية، الكل يدور ويلتفّ، يقرب أحياناً، ويبعد أحياناً أخرى، سوف يأخذ المنظر بمجامع النفس ويخلب اللبّ..
إنّ كل تجمع نجمي متسع، ذا شكل ما، هو مجرّة، والمجرّة تحوي ملايين النجوم الهائلة، والصغيرة، وشمسنا العظيمة هي نجم ذو حجم متوسط بين النجوم. يدور حول هذه النجوم في كلّ مجرّة، كواكب، ويدور حول هذه الكواكب توابع أو أقمار..
فالشمس يدور حولها /10/كواكب ويدور حول بعضها أقمار.. فالأرض يدور حولها قمر.. وحول المريخ يدور قمران.. وحول المشتري يدور /20/قمراً.. وحول زُحل /23/قمراً وحول أورانوس يدور عشرة أقمار وحول نبتون خمسة أقمار وحول بلوتو قمر واحد ويُقال إن قمراً واحداً يدور حول الكوكب العاشر الذي اكتُشف حديثاً..
سنرى ونحن نتأمل المشهد من التلسكوب الضخم، مذنّبات تمرق، ونجوماً صغيرة تلوح، وشهباً قميئة تفلت، وفي وسط هذا المهرجان السماوي، الذي هو دنيانا (درب التبانة).. تتخذ الشمس مكاناً لها، ليس في وسط المجرّة ولا في طرفها، تدور حولها الكواكب في حركة أبدية، وتدور بدورها حول نفسها.
والمجموعة الشمسية كلّها تدور في المجرّة بسرعة تقدّر بـ/135/ ميلاً في الثانية ومجرتنا بدورها تدور في الكون الرحب، في حركة دائبة.. الحركة والنشاط قانون السماء، وليس هناك خمول، من أضأل النجوم، الى أكبر المجرّات.
في هذه الرحابة اللامتناهية، تبتعد المجرات بعضها عن بعض، وكأن الكون يتمدّد في كل اتجاه فهل يكون هذا الإحساس الذي نشعر به ونحن نتأمل في التلسكوب، وهو أن الكون الواسع ـ يتمدّد، إحساساً خاطئاً، ناتجاً عن تعب عقلي؟ أم أن سرعة تلاشي أشعة الضوء هي السبب؟
في الواقع ليس النظر الى التلسكوب وحده كافياً للحكم على أن الكون يتمدّد ويتسع بل إن المعادلات الرياضية المعقدة، هي التي تؤيد هذه الفكرة.
اتمنى انو عجبكم تقبلو مروري